قصه روووعهـ

من طرف سكر مالح الأربعاء سبتمبر 28, 2011 9:40 am

على شاطئ البحر عند الغروب.... حيث تتجاذب ذرات الرمال رغماً عنها.... وحيث تتوارى الشمس باستحياء خلف ذاك الخط الوهمي الذي يوحي بأن للبحر نهاية......وحيث تلاعب أمواج البحر رمال الشاطئ بخفة وذكاء. هناك... كانت وردة حمراء مسجاة على الرمال... سلبها الدهر عطرها ونضارتها... فأصبحت ذابلة تلك المسكينة وسقطت ضحية للجريمة.
تناولتـــها بيدي... ورأيت الحزن الدفين بين أوراقها الكئيبة....سألتـــــها والدمع في عيني الحبيبة...
مالي أرى الســــواد يحيط بك أيتها الأميــــــــرة؟؟
مالي أرى الدمع في كل جزء من أوراقك الصغيرة؟؟
مالي أرى الوهن قد بلغ منك كل مبلغ حتى أصبحت سيقاتك نحيلة؟؟
بعيوني التي يملؤها الدمع.. وبنظراتي التي تفوق كل نظرات... قرأت إجابتها. فقد قالت لي:
قبل ساعات قليلة... كنت بأيدٍ بريئة... كانت تحملني يد عاشق متيم لتهديني إلى معشوقته الحزيـــــــنــــــة... كانت تحملني يد شاب خرج لتوه من زنازين حقيرة... أراد أن يهديني لوالدته الأميرة... لكن رصاصات الغدر الحقيرة... خطفته في لحظات أليمة... سقط أرضاً وأمه تتناولني من يده الشريفة... فسقطت خلفه طريحة...ورواني بمسكه ثم فارقني... وتبعته أمه شهيدة... أما أنا فقد بقيت هاهنا ألفظ أنفاسي الأخيرة...
تجمدت الكلمات في فمي وتوقف لساني عن الكلام... لم ادر ماذا أقول لتلك الأميرة... فلم أقدر سوى على التحديق بها بنظرات متجمدة ودموع أسيرة... أردت إنقاذ الأميـــــــــرة...... لكنني فشلت وراحت هي الأخرى شهيدة... لفظت أنفاسها الأخيرة........ وماتت وتركتني وحيدة.
أخذتها معي إلى منزلي الذي يكلله السواد.... وضعتها على مكتبي تلك الأميرة... .
يا إلهي كم صدمت حين استنشقت رائحتها الزكية...... رائحة الشهادة المصحوبة بالبطولة... فقلت في نفسي:
سبحان من وهبك الأريج وأنت شهيدة